عشب "بوسيدونيا أوسينيكا" الذي يُعرف باسم "رئة البحر المتوسط"، هو نوع فريد من الأعشاب البحرية المتوطن في البحر المتوسط، ويؤدي دورًا حيويًا في الحفاظ على النظام البيئي البحري ومكافحة تغير المناخ. يُعتبر هذا العشب البحري مصدرًا أساسيًا للأكسجين في البحر ويمتص كميات كبيرة من ثاني أكسيد الكربون، مما يجعله أكثر فعالية في تنظيم المناخ من الغابات الاستوائية.
عشب البوسيدونيا يوفر ملاذًا للكائنات البحرية، حيث تعشش فيه الأسماك وتضع بيضها، ويعد مصدر غذاء رئيسي للعديد من الكائنات البحرية. ومع ذلك، يواجه هذا العشب تحديات غير مسبوقة بسبب تغير المناخ وارتفاع درجات حرارة البحر، بالإضافة إلى غزو أنواع غريبة والأنشطة البشرية المباشرة بالقرب من السواحل.
في تونس، تُعتبر حماية هذا العشب البحري من الأولويات البيئية، حيث تُجرى جهود لإعادة إحيائه. جمعية "أزرقنا الكبير" تعمل على استزراع عشب البوسيدونيا من خلال مشروع "المياريم"، حيث تم زرع ألف متر مربع من العشب بهدف الحفاظ على هذا النظام البيئي الحيوي. ويقوم الفريق بجمع عينات من "الكربون الأزرق" لدراسة قدرة البوسيدونيا على تخزين الكربون العضوي، مما يُظهر أهميته في مكافحة تغير المناخ.
هذه الجهود المستمرة تُعد بالغة الأهمية، خاصة في ظل غياب قوانين حماية للنظم البيئية تحت الماء في تونس مقارنة بدول أخرى مثل فرنسا. الحفاظ على عشب البوسيدونيا يمثل جزءًا أساسيًا من حماية البيئة البحرية وضمان استدامة الأنشطة البحرية للأجيال القادمة.