حادثة نفوق الحوت "هفالديمير"، الذي أثار جدلًا حول احتمالية استخدامه في التجسس الروسي، أثارت ردود فعل قوية من منظمات حقوق الحيوانات التي تطالب بفتح تحقيق جنائي. هذا الحوت الأبيض من فصيلة البيلوغا ظهر لأول مرة في النرويج عام 2019 مرتديًا طوقًا غير معتاد، مما أشعل التكهنات حول إمكانية تدريبه لأغراض تجسسية من قبل الاستخبارات الروسية.
إصابة الحوت بطلقة نارية وانتشار صوره الملطخة بالدماء جعلت المنظمات، مثل "نوح" و"وان ويل"، تطالب الشرطة بالتحقيق في ظروف وفاته. بعد تشريح جثته، ينتظر تقرير مفصل خلال الأسابيع القادمة، فيما تستمر الشكوك حول الأسباب الحقيقية وراء نفوقه.
الحوت "هفالديمير" كان يُعتقد أنه هرب من منشأة تدريب عسكرية روسية، لكن موسكو لم تصدر أي تعليق رسمي حول هذا الادعاء، تاركة الأسئلة حول دوره المحتمل في التجسس دون إجابة واضحة.
وقالت سيري مارتنسن مديرة منظمة "نوح": "الإصابات التي تعرّض لها الحوت مثيرة للقلق، وذات طبيعة لا يمكن استبعاد عمل إجرامي فيها؛ إنه أمر صادم". وأكدت الشرطة أنّها تلقّت شكوى حول نفوق "هفالديمير"، مضيفة أنّها "ستبحث في الأمر لتحديد ما إذا كانت هناك دوافع معقولة لبدء تحقيق". ويقُدر عمر "هفالديمير" ما بين 15 و20 عامًا، وهو في سن صغير بالنسبة لحيتان البيلوغا التي قد تعمّر حتى 60 عامًا. وعند اكتشافه قبل خمس سنوات، أزال علماء الأحياء البحرية النرويجيون حزامًا عن رقبته، مزوّدًا بحامل لكاميرا وعبارة "معدات سانت بطرسبرغ" باللغة الإنكليزية. وآنذاك، رجّح المسؤولون النرويجيون أن يكون الحوت قد هرب من منشأة تدريب تابعة للبحرية الروسية التي تُعرف بتدريب الحيتان لأغراض عسكرية. ولم تُصدر موسكو أي رد فعل رسمي على التكهّنات بأنّه قد يكون "جاسوسًا روسيًا".