رغم التقدم في علاج سرطان الثدي وانخفاض معدلات الوفيات بفضل الكشف المبكر والتطورات الطبية، شهدت الولايات المتحدة زيادة في عدد حالات الإصابة بسرطان الثدي في السنوات الأخيرة. يرجع هذا الارتفاع إلى عدة عوامل، منها زيادة العمر المتوقع وتحسين تقنيات الكشف المبكر، مما أدى إلى رصد المزيد من الحالات في المراحل المبكرة.
وفقًا لجمعية السرطان الأمريكية، يُعتبر سرطان الثدي أكثر أنواع السرطان شيوعًا بين النساء في الولايات المتحدة، مع توقعات بزيادة الحالات الجديدة في عام 2024. من جانب آخر، يُعزى انخفاض معدل الوفيات إلى الفحص المبكر والعلاجات المتقدمة، مثل العلاجات المستهدفة والعلاج المناعي، التي تساهم في تحسين فرص النجاة.
تظل التحديات موجودة، بما في ذلك التفاوتات العرقية والاقتصادية في الوصول إلى الرعاية الصحية، ما يؤدي إلى تباين في النتائج بين مجموعات سكانية مختلفة.
تظهر دراسة حديثة أن معدلات الإصابة بسرطان الثدي في الولايات المتحدة تشهد ارتفاعًا ملحوظًا، خاصة بين النساء تحت سن الخمسين، حيث زادت الإصابات بنسبة 1.4% سنويًا، مقارنة بزيادة 0.7% لدى النساء الأكبر سنًا. هذا الاتجاه يثير القلق، خاصة أن السبب وراء هذا الارتفاع السريع بين النساء الشابات لا يزال غير واضح.
كما شهدت النساء الأميركيات الآسيويات واللاتينيات أسرع معدلات ارتفاع في الإصابة، مما يعزو الخبراء ذلك جزئيًا إلى تدفق مهاجرات جديدات ممن قد يكنّ أكثر عرضة للإصابة بسرطان الثدي.
ورغم ذلك، فإن معدل الوفيات الناجمة عن سرطان الثدي قد انخفض بنسبة 44% منذ عام 1989، بفضل التقدم الطبي والكشف المبكر، ما أدى إلى تجنب أكثر من 517,900 حالة وفاة. لكن لم تستفد جميع الفئات بشكل متساوٍ من هذا التقدم؛ إذ بقيت معدلات الوفيات ثابتة بين النساء الأميركيات من السكان الأصليين، وكانت الوفيات بين النساء السود أعلى بنسبة 38% مقارنة بالنساء البيض.
وأوصى التقرير بزيادة التنوع العرقي في التجارب السريرية وبضرورة تحسين فرص وصول النساء ذوات الدخل المنخفض إلى الفحوصات الجيدة. كما أوصت هيئة أميركية ببدء فحص سرطان الثدي بالأشعة في سن الأربعين بدلاً من الخمسين، وإجراء الفحص كل عامين