مؤخرًا، أثارت ممتلكات العائلة الملكية البريطانية جدلاً واسعًا، خاصةً حول حجم ثرواتها وإيراداتها المتحققة من مشاريع تعتبر خيرية. تُعد العائلة المالكة البريطانية من بين أكثر العائلات الملكية ثراءً في العالم، حيث تمتلك أصولاً عديدة تشمل القصور، الأراضي، والمشاريع الاستثمارية الكبرى. من بين هذه الأصول، تأتي محفظة دوقية لانكستر ودوقية كورنوال، اللتان تُداران لتحقيق أرباح يعود جزء منها إلى خزينة الدولة البريطانية، بينما يعود جزء آخر لتمويل أنشطة العائلة الملكية الخاصة.
يرى المنتقدون أن العائدات الضخمة الناتجة من هذه الممتلكات، والتي تدار بطريقة استثمارية بحتة، تتعارض مع الصورة العامة للمشاريع الخيرية للعائلة الملكية، خاصةً في ظل الأزمات الاقتصادية المتفاقمة. فعلى سبيل المثال، يتم تحقيق أرباح كبيرة من تأجير الأراضي والمباني ضمن محفظة دوقية كورنوال التي كانت تُدار سابقًا من قبل الملك تشارلز الثالث قبل توليه العرش. وقد أصبحت هذه المسألة محل جدل حول مدى شفافية إدارة هذه الأصول ومدى التزام العائلة المالكة بمسؤولياتها الاجتماعية تجاه الشعب البريطاني، خاصةً بعد تقارير تشير إلى أن عائدات هذه المشاريع تزداد بشكل مستمر في الوقت الذي يواجه فيه البريطانيون ضغوطًا اقتصادية كبيرة.
على الرغم من ذلك، تدافع العائلة الملكية عن أن جزءًا كبيرًا من هذه العائدات يُخصص لدعم مشاريع خيرية عديدة داخل المملكة المتحدة وخارجها، مثل مبادرات الشباب والصحة العقلية والبيئة.