هذا العنوان يثير الإعجاب ويعكس روحًا استثنائية — امرأة تبلغ من العمر مئة عام، خاضت غمار الحرب العالمية الثانية كجندية، وما زالت تواصل العطاء من خلال تعليم اليوغا، رمز السلام والمرونة الجسدية والذهنية.
إن جمعها بين ماضٍ عسكري عنيف وحاضرٍ يسوده الصفاء الداخلي يكشف عن قصة إنسانية ملهمة حول القوة، والتجدد، والقدرة على التأقلم عبر الزمن.
هذه الجندية التي تخطت المئة عام وتُعلم اليوغا قد تكون واحدة من الأمثلة النادرة على الاستمرارية والتحول في الحياة. ربما ولدت في وقت كانت فيه الحرب العالمية الثانية في أوجها، وشاركت في معارك كانت ذات تأثير عميق في مسار حياتها. بعد أن ناضلت في تلك الفترة الصعبة، تبين أن هذه المرأة قد اختارت، بعد مسار طويل، أن تتوجه نحو السلام الداخلي من خلال ممارسة وتعليم اليوغا.
اليوغا، التي تعتبر تمرينًا للجسد والعقل، أصبحت جزءًا من حياتها اليومية، وهي الآن تسهم في تعليم الآخرين كيفية الحفاظ على هدوء الذهن والمرونة الجسدية. يبدو أن اليوغا قد تكون الطريقة التي استخدمتها للتعامل مع التحديات التي واجهتها في حياتها، سواء في الحرب أو بعد ذلك.
دوروثي بارون، جندية بريطانية سابقة في البحرية الملكية، تبلغ من العمر 100 عام، وتُعدّ واحدة من آخر المحاربين القدامى الذين شاركوا في الحرب العالمية الثانية. خلال تلك الحرب، كانت جزءًا من وحدة "WRENS" (Women’s Royal Naval Service)، وساهمت في إنزال "يوم النصر" الذي شهد تحرير أوروبا من الاحتلال النازي.
بعد انتهاء الحرب، واجهت دوروثي تحديات كبيرة في مرحلة ما بعد الحرب، حيث كانت بريطانيا في فترة إعادة بناء صعبة. ومع ذلك، لم تستسلم، بل بدأت في ممارسة اليوغا، التي أصبحت جزءًا أساسيًا من حياتها اليومية. منذ أكثر من 60 عامًا، بدأت بتدريس اليوغا للآخرين، ولا تزال تُدرّسها حتى اليوم في قريتها بالقرب من هارلو شمال لندن. تُقدّم دروسًا أسبوعية لمجموعة من الطلاب تتراوح أعمارهم بين 20 و95 عامًا، وتُظهر لياقة بدنية ومرونة يحسدها عليها حتى ممارسو اليوغا الأصغر سنًا.
في الذكرى الـ80 لانتصار الحلفاء على ألمانيا النازية في 8 مايو 2025، شاركت دوروثي في الاحتفالات التي أُقيمت في المملكة المتحدة، حيث تم تكريمها كأحد الرموز الباقية من تلك الحقبة. وفي مناسبة عيد ميلادها المئة، قامت برحلة احتفالية على متن طائرة "سبتفاير" التاريخية، مما يعكس روحها الشجاعة والمغامرة.
تُعتبر قصة دوروثي بارون مصدر إلهام للكثيرين، حيث تُظهر كيف يمكن للإنسان أن يتغلب على تحديات الماضي ويعيش حياة مليئة بالسلام الداخلي والنشاط، مهما تقدم به العمر.