انتحار طالب تونسي بعد طرده.. عندما تتحوّل أخطاء النظام التربوي لكارثة

 

بغض النظر عن صحة القصة تحديدًا، الفكرة التي طرحتها — أن أخطاء النظام التربوي يمكن أن تؤدي إلى كوارث — هي فكرة جدّية وتستحق النقاش. إليك تحليلًا لموضوع كهذا من منطلق تربوي واجتماعي:


لماذا يمكن أن يصبح “الطرد” أزمة نفسية وخطرًا؟

  1. الوصم والعزلة الاجتماعية
    طرد الطالب من المدرسة غالبًا ما يُرافقه شعور بالفشل، بالنقص أو بأنك غير مرغوب فيه. هذا قد يولد عزلة، خجلًا من الأقران، أو إحساسًا بأن الآباء أو المعلمين قد فقدوا الأمل فيه.

  2. غياب الدعم النفسي
    في كثير من النظم التربوية، لا توجد آليات كافية لدعم الطلبة الذين يعانون من صعوبات (أكاديمية أو نفسية). عند وقوع طرد، قد يكون الطالب يعاني أصلًا من ضغوط، اضطرابات نفسية، أو مشاكل أسرية. أما إذا لم يُكشف عن هذه الحالات أو تُعالج، فيمكن أن تتفاقم الأمور.

  3. تأثير العائلة / البيئة المحيطة
    غالبًا، الطالب الطرد يتعرض لضغط إضافي من العائلة، المجتمع، أو حتى من نفسه. توقعات كبيرة، نظرات لوم أو إحباط، قد تجعل الحالة النفسية تميل نحو الانهيار إذا لم يُعالج.

  4. الإخلال بحقوق التعليم والتوجيه
    الطرد يُعدّ في كثير من الأحيان إسقاطًا من عملية التعليم، ما يقطع السبل أمام الطالب في مواصلة التطور الأكاديمي. هذا يمكن أن يُشعره بأن فرصه في الحياة المهنية أو التطور ذو سقف محدود، مما يزيد اليأس.

  5. غياب آليات الإنقاذ
    في حالات كثيرة، لا يوجد تواصل بعد الطرد: لا متابعة من المدرسة، لا توجيه، لا مساعدة نفسية، ولا تدخل حين تتصاعد المشاعر السلبية تجاه الذات.


ماذا يفعل النظام التربوي لتجنّب الكوارث؟

لكي لا تتحوّل أخطاء مثل الطرد إلى كارثة، يمكن للنظام التربوي والمؤسسات المعنية أن تفعل ما يلي:

  • سياسات بديلة للطرد
    مثل برامج الإنذار المبكر، وساطة بين الطالب والمدرسة، خطط تعديل سلوك قبل اتخاذ قرار الطرد، إنشاء لجان طلابية أو استشارات نفسية للتدخل.

  • دعم نفسي متاح
    وجود مختصين نفسيين في المدارس، خطوط هاتفية للدعم، إمكانية نقل الحالات الى مؤسسات تعاونية أو استشفائية إذا لزم الأمر.

  • تشجيع الانفتاح والتواصل
    توعيت الطلاب والمعلمين حول الصحة النفسية، خفض وصم الفشل أو العقاب، وتحفيز المناخ المدرسي على التشجيع، التفهم، حتى الخطأ.

  • مشاركة أولياء الأمور والمجتمع
    إشراك الأسرة في معالجة السلوكيات، والعمل مع منظمات المجتمع المدني لتقديم دعم اجتماعي.

إرسال تعليق (0)
أحدث أقدم