غزة حقل ألغام مفتوح.. إزالة مخلفات الحرب ستستغرق من 20 إلى 30 عامًا
في أعقاب الحروب المتكررة التي عصفت بقطاع غزة خلال السنوات الأخيرة، تحولت الأرض إلى حقل ألغام مفتوح يهدد حياة أكثر من مليوني فلسطيني. فخلف الدمار الهائل الذي أصاب البنية التحتية والمنازل، تختبئ ملايين الأطنان من الذخائر غير المنفجرة، التي تجعل من كل متر في القطاع خطرًا محتملًا على السكان.
تشير تقديرات منظمات الأمم المتحدة وخبراء المتفجرات إلى أن إزالة مخلفات الحرب في غزة قد تستغرق ما بين 20 و30 عامًا، في ظل غياب الإمكانات الفنية والمعدات الحديثة، واستمرار الحصار الذي يعرقل دخول فرق إزالة الألغام الدولية.
“نحن لا نعرف أين يمكن أن تكون القنبلة التالية، حتى الأرض التي نزرعها قد تخفي موتًا تحتها.”
— أحد سكان شمال غزة
تتعامل فرق محلية محدودة الخبرة، بإمكانات بسيطة، مع آلاف البلاغات اليومية عن قذائف وصواريخ غير منفجرة في الأحياء السكنية والمدارس والمزارع. وتؤكد المنظمات الإنسانية أن هذه المخلفات تحصد أرواح المدنيين حتى بعد توقف القتال، خصوصًا الأطفال الذين يلعبون في الأنقاض.
من جانبها، حذّرت الأمم المتحدة من أن عملية إعادة إعمار غزة لن تكون ممكنة بالكامل قبل تطهير الأراضي من المتفجرات، مشيرة إلى أن بعض المناطق تحتاج إلى مسح شامل بالأقمار الصناعية وأجهزة الاستشعار الأرضية قبل السماح للسكان بالعودة.
ورغم المخاطر الهائلة، يواصل الغزيون حياتهم وسط الركام، في مشهد يجسد صمودًا استثنائيًا أمام الموت البطيء الذي تخلّفه الحروب الحديثة.