نظرة شاملة غير مسبوقة.. أول صورة ثلاثية الأبعاد لقلبين بشريين


 تقنية "Hierarchical Phase-contrast tomography" (HiP-CT) التي تم استخدامها لإنجاز أول صورة ثلاثية الأبعاد لقلبين بشريين، أحدهما سليم والآخر مريض، تمثل قفزة كبيرة في مجال الصور الطبية بفضل دقتها العالية. تتيح هذه التقنية رؤية شاملة للأعضاء الداخلية بدقة تصل إلى مستوى الخلايا، مما يساعد في استكشاف تفاصيل هيكلية دقيقة وتحليل تفاعلات الأنسجة بطريقة لم تكن ممكنة بالمسح التقليدي.

تعتمد HiP-CT على توليد تصوير ثلاثي الأبعاد باستخدام أشعة سينية قوية جدًا، وهو ما يمكن أن يكشف عن تفاصيل دقيقة في الهيكل الداخلي للأعضاء مثل القلب. واستخدام هذه التقنية في مسح BM18 في السنكروترون الأوروبي في غرونوبل يجعله الموقع الوحيد في العالم الذي يمكن فيه إجراء مسح ثلاثي الأبعاد للأعضاء البشرية بتلك الدقة العالية.

الفوائد العلمية والطبية لهذا الإنجاز تشمل تحسين فهمنا لتشريح الأعضاء الداخلي وأمراضها، مما يساهم في تطوير علاجات جديدة وفعالة، خاصة في مجالات مثل علاج عدم انتظام ضربات القلب وأمراض القلب الأخرى. كما يساهم هذا العمل في إنشاء "أطلس الأعضاء البشرية"، الذي يهدف إلى بناء قاعدة بيانات شاملة تتضمن صوراً وبيانات عن أعضاء بشرية مريضة وسليمة، مما يعزز من فهمنا للتغيرات الهيكلية والوظيفية في الأعضاء بشكل عام.

نظرة شاملة غير مسبوقة عن هذا الأمر يشرح بيتر لي أن هذه "النظرة الشاملة للأعضاء بدقة غير مسبوقة"، تتيح "الحد من نقص المعلومات الموجود بين التصوير الطبي التقليدي وعلم الأنسجة"، حيث تقطع الأعضاء إلى شرائح وأنسجة رفيعة للغاية. كما كشفت الدراسة تفاصيل نسيجية لأجزاء مختلفة من القلب السليم وذاك المريض، بما يشمل خصوصًا تصويرًا تفصيليًا خاصًا لنظام التوصيل القلبي، مصدر نبضات القلب. وقال مدير معهد علوم القلب والأوعية الدموية في جامعة كولدج لندن بيري إليوت، إن "هذه التقنية لديها إمكانات هائلة للسماح للعالم الطبي بتطوير علاجات جديدة"، على سبيل المثال ضد عدم انتظام ضربات القلب. يذكر أن عمل الفريق يندرج في إطار مشروع علمي يحمل اسم "هيومن أورغن أطلس" (أطلس الأعضاء البشرية)، يهدف إلى إنشاء قاعدة بيانات مفتوحة لكل الأعضاء البشرية، مريضة كانت أم سليمة.

إرسال تعليق (0)
أحدث أقدم